الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى

الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى موضوٌع بحثي هام اليوم، باعتبار أن لكل مكان نشاطه المخصص له، فلن تستطيع أن تمارس رياضة الجري في الجبال وهذا متفق عليه إلا إذا كنت تنوي فقط لفت الأنظار. هذا مثال بسيط جدًا على استخدام الشبكات الاجتماعية كوسيلة للتدوين. وعلى الرغم من أن الأمر متاح على الفيسبوك مثلًا، إلا أنه لن يحقق الفائدة المرجوة بل سيكون عبارة عن موجّه نحو البحث عن موضوع معين، أو إشعال فتيل المعرفة لدى مجموعة معينة من الأشخاص، والذين يرون فيك خبيرًا في مجالك. فهل منصات التواصل الاجتماعي مكان مناسب للتدوين؟ ولماذا الشبكات الاجتماعية ليست منصات محتوى؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا الذي أفردنا لكم إياه عبر خليجي فلنتابع سويةً.

الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى

تساءل العديد من الأشخاص حول توافق الشبكات الاجتماعية مع طرح المواضيع والمعلومات ودلالتها وإمكانية طرح النقاشات في القضايا العلمية وغيرها، والتي تكون متوافقة بشكل أكبر مع المدونات أو منصات المحتوى. فمن حيث المبدأ يستطيع أي شخص أن يطرح موضوعًا على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها منصات حرة. ويمكن لأي شخص إبداء رأيه بما يراه أو يعرفه، وعلى مبدأ المساواة بغض النظر عن خلفية الشخص العلمية أو المعرفية، أو مصدر معلوماته.

وبهذا تكون تلك المساواة بين جميع الأشخاص على الشبكات الاجتماعية إحدى نقاط الضعف على مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لصحة المعلومات والبيانات والنقاشات بمساواتها بين العالم والجاهل من حيث حرية التعبير والرأي. مما ينفي مبدأ العقلانية الذي تحدث عنه “هابرماس” في نظريته التي تركز على مفهوم الحداثة المرتبط بالعقلانية الغريبة والتي قال فيها ” إن النظام الاجتماعي يعتمد في النهاية على قدرة الفاعلين على ادارك الصلاحية الذاتية للادعاءات المختلفة التي يعتمد عليها التعاون الاجتماعي. وبالتالي، نرى أن الشبكات الاجتماعية جيدة لإحداث بعض التغييرات الآنية مثل السياسات أو القرارات، أو إنشاء الاستبيانات التجارية والتواصل الاجتماعي. ولكنها ليست مناسبة على الإطلاق لطرح المواضيع التي تستند إلى أدلة وبراهين وتبتعد عن آراء العموم.

يستطيع أي شخص طرح نقاش على الشبكات الاجتماعية وفرض الأدلة والبراهين على ما يطرحه. لكن ليس هو المطلوب بل المطلوب هو ماذا سينتج من هذا النقاش، مع تعدد الآراء والتي يكون بعضها يفتقر إلى أقل متطلبات المنطقية والمعرفية. أضف على ذلك ثقافة الحوار التي يفتقدها العديد من المجتمعات العربية، فالعديد يحب أن يفرض رأيه بعصبية أو بالصراخ وهذا ما يلغي المنطقية.

الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى

فيسبوك والمحتوى

ان الفيسبوك يحاول دائمًا أن يكون شاملًا بحيث يتمكن كل من المدون والناشط الاجتماعي أن يستخدمه، ولكنه لا يمكن أن ينجح في ضم المدونين الأصليين إليه أو حتى جذب القرّاء الباحثين عن المعلومات الصحيحة بالأدلة والبراهين والصور التوضيحية؛ لأن المدون يحتاج إلى مساحة أكبر للكتابة، مع التركيز عند كتابة موضوع معين. وفي بعض الأحيان الابتعاد عن التواصل مع الناس أثناء التدوين والابتعاد عن أي عامل مشتت كشرط أساسي للتدوين. وباعتبار أن الفيسبوك هو موقع تواصل اجتماعي أساسًا، فلا يمكن أن يكون مدونة أو مقصدًا للباحثين عن المعلومات بنفس الوقت.

يمكن للفيس بوك أن يكون مفيدًا لمن يرغب في نشر خواطر أو أبيات من الشعر، أو حتى نشاط يقوم به الشخص، كما أنه مكان ممتاز للتسويق. فهو ليس مصممًا لتنسيق الكتابات، وتسهيل العثور عليها بين المنشورات العلمية والطبية والتقنية. كما يمكن أن تكون معلوماته مضللة بخلاف المدونة التي ترغب دائمًا بطرح المعلومات الصحيحة، والإجابة عن الأسئلة الشائعة لتعزيز المصداقية بين المدونة والجمهور ومحركات البحث.

تويتر والمحتوى

إن تويتر على الرغم من شهرته إلا أنه ليس أبدًا مكانًا مناسبًا للتدوين وكتابة المحتوى. بسبب تحديد عدد الكلمات المسموح نشرها داخل التغريدة الواحدة، وقد سميت تغريدة لتعبّر عن حالة معينة أو نشاط معين بكلمات قصيرة، مما يبعدها كل البعد عن منصات المحتوى وفي حال أردت نشر تدوينة فستحتاج إلى مجموعة كبيرة من التغريدات وهذا ليس منطقيًا.

اقرأ أيضًا:البلدان المؤهلة للربح من الفيس قائمة عام 

لماذا الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى

لا بد أنك قرأت شيئًا على مواقع التواصل الاجتماعي جعلك تذهب إلى غوغل للبحث عنه! هذا التصرف يثبت لك أن الشبكات الاجتماعية تختلف عن منصات المحتوى من عدة جهات، وهي:

  • مصداقية المعلومات الموجودة والتي لم تجمع بناءً على آراء، بل جمعت بناءً على دراسات وأبحاث.
  • منصات المحتوى مصممة لتقديم المعلومات، وحفظها وتصنيفها بطريقة يسهل الوصول إليها في أي وقت.
  • تقدم منصات المحتوى بيانات شاملة بل وتكون أحيانًا بحث كامل حول أمر معين، بعيدًا كل البعد عن التأثر بآراء الأشخاص.
  • الشبكات الاجتماعية مخصصة لتحقيق الاتصال بين الأشخاص، وليس لطرح النظريات والشروحات. على الرغم من أنها توفر إمكانية طرح الآراء والشروحات ولكن هذا لا يعني أنها مكان مناسب للتدوين الصحيح.
  • منشور الشبكات الاجتماعية يتحكم في عدد الكلمات مما سيجعل من موضوعك ناقصًا في بعض الأحيان.
  • ستحتاج في التدوين إلى إضافة صور ومقاطع فيديو توضيحية في وسط المنشور للشرح عنها. وهذا ما لا توفره الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك، والذي يضيف الوسائط كمرفق في نهاية المنشور.
  • إن صندوق إضافة محتوى في الشبكات الاجتماعية مخصص لطرح نشاطات معينة مع إمكانية إضافة المشاعر. أي أن تتكلم عن نفسك ورأيك ونشاطك فقط وبإيجاز.

لذلك فإن الشبكات الاجتماعية ليس المكان الجيد للنقاش، أو لتجميع المعلومات وحفظها. بل هي مناسبة فقط لإشعال فتيل البحث حول أمر معين وتحفيز الناس للسؤال عنه. كما أنه مكان مناسب للتعبير عن الرأي بحرية، وإظهار الأفكار التي تخاف من إظهارها في الواقع أو لمعرفة رأي المجتمع تجاه أمر معين.

اقرأ أيضًا: كيف يتم توثيق حساب تيك توك 

الفرق بين الشبكات الاجتماعي ومنصات المحتوى

يمكن أن تساعد منشورات منصات المحتوى في حل بعض المشكلات والحصول على معلومات عميقة، بما يخص موضوع معين. والتي لا يمكن الحصول عليها في منشورات الشبكات الاجتماعية التي تميل إلى أن تكون أقصر وأقل وصفية؛ ولكنها تخبر العميل بطريقة مختصرة أنك تعرف الحل للمشكلة التي يبحث عنها وبأنك خبير في هذا المجال.

ولكنك كخبير لن تستطيع أن تشرح عما يسأله المتابعين داخل الفيس بوك، فهو غير مخصص لذلك. ولا يساعدك في إنشاء روابط لشرح موضوع داخل موضوع لتعزيز المعرفة حول المشكلة والحل.

فائدة منصات المحتوى

إن الفائدة الرئيسية من منصات المحتوى هي أنها تقدم المعلومات بشفافية ودقة باعتبار أنها تركز على هذا الأمر فقط. كما أنها تحتفظ بالبيانات ضمن نطاق مخصص ومؤرشف، بحيث يسهل الوصول إليه في أي وقت داخل تصنيفات مناسبة.

أما بالنسبة للمنصات الاجتماعية فهي من اسمها مخصصة للتواصل الاجتماعي، والتدوين عليها سيفقد التدوينة قيمتها ومصداقيتها باعتبار أن هذه المواقع تتمتع بسمعة المساواة بين كافة الأشخاص بغض النظر عن خبرتهم، وهي متاحة لإبداء الرأي من قبل أي شخص حتى لو لم يكن لديه معرفة أو دراية بما يكتبه.

اقرأ أيضًا: أفضل موقع مجاني لتعديل الصور بالذكاء الصناعي مجانا 

الأسئلة الشائعة ؟

ما هي مهارات كاتب المحتوى؟

امتلاك أسلوب كتابي مميز عدم تشتيت القارئ مهارات جيدة في التدقيق اللغوي امتلاك مهارات إدارة الوقت.

ما هي انواع كتابة المحتوى؟

كتابة المقالات.
الكتابة لمحركات البحث.
الكتابة لوسائل التواصل الاجتماعي.
التسويق بالبريد الإلكتروني.
السرد القصصي.
كتابة الإعلانات.
كتابة السكريبت

في الختام، وبعد أن انتهينا من الحديث عن الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى، نستنتج أن الشبكات الاجتماعية هي وسيلة تواصل أو تسويق فقط وغير صالحة لطرح المواضيع؛ لأن القارئ قد يقع في حيرة بسبب الآراء المختلفة، والتي قد تكون متضاربة وتفتقر إلى المعرفة أو الخبرة. بينما في المدونة يمكنك الحصول على المعلومات الموثّقة بالأدلة، والروابط الداخلية والخارجية التي توجهك إلى موضوع آخر متعلق بالموضوع الأساسي لتعزيز المصداقية.