ما حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

حكم جمع صلاة التراويح مع القيام، السؤال الذي تكثر عنه عمليات البحث على محركات جوجل وخاصّة في شهر رمضان المبارك. شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات. وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات. ولما للصلاة في رمضان من فضل وثواب عند الله سبحانه وتعالى، فإنّ العديد من المسلمين يحرصون على قضاء جميع أوقات الصلاة في هذا الشهر. لذا سنوضّح في مقالنا عبر خليجي ما حكم جمع صلاة التراويح مع القيام. إلى جانب توضيح الفرق بينهما.

حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

إنّ حكم جمع صلاة التراويح مع القيام يجوز شرعًا في شهر رمضان المبارك. كما يجوز للمسلم الاقتصار على أحدهما فقط، لكن الجمع بينهما أفضل وله ثواب عند الله. حيث إنّ صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في شهر رمضان الكريم، وأداؤها سنّة مؤكّدة. كما إنّ صلاة قيام أخر الليل هي التهجّد، وقيام الليل يكون بالصّلاة في أوّل الليل. أو في آخره في الوقت الذي بين صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر. بالتالي جمعهما في شهر رمضان المبارك له أجر عظيم عند الله تعالى.

حكم جمع صلاة التراويح مع القيام
حكم جمع صلاة التراويح مع القيام

اقرأ أيضًا: جدول صلاة التراويح في الحرم النبوي رمضان.

فضل جمع صلاة التراويح مع القيام

بعد إيضاح حكم جمع صلاة التراويح مع القيام، فإنّ صلاة القيام من أعظم النّوافل، وأفضلها عند الله -عزّ وجلّ، سواء كانت في شهر رمضان المبارك أو غيره. كما إنّها صلاة للتقرّب من الله عزّ وجل وطلب العفو والمغفرة، قال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا”. أيضًا قال سبحانه: “آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ”. كما روي عن حديث نبوي “عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ”.

 

وصلاة التراويح من السّنن المؤكّدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمرتبطة بالقيام في شهر رمضان المبارك. قيل عن عبد الرحمن بن عوف “رضي الله عنه” أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننْتُ لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذا إنّ حكْم جمع صلاة التراويح مع القيام له الأجر والمغفرة لما تقدّم من الذنوب. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.

اقرأ أيضًا: دعاء صلاة التراويح بين الركعات.

الفرق بين صلاة التراويح والقيام

بيّنت دائرة الإفتاء حكم جمع صلاة التراويح مع القيام، والفرق بينهما. حيث تتشابه صلاة التراويح مع صلاة قيام الليل، ولا يوجد بينهما فرق من حيث السنيّة. فكلاهما صلاة تؤدّى في الليل، وكلاهما من السنن المندوبة. لكن هناك فروق بسيطة، موضحة كالآتي:

  • فالتراويح تعد من قيام الليل لأنها صلاة تقام في أوّل الليل. لكن قيام الليل المطلق لا يعد من التراويح.
  • كما إنّ صلاة التراويح تطلق على قيام الليل في رمضان، فهي صلاة تختص برمضان، أمّا القيام في غير رمضان من النفل المطلق.
  • كذلك صلاة التراويح يستحب فيها الجماعة، بخلاف صلاة القيام التي لا يستحب فيها الجماعة.
  • أيضًا تصلّى التراويح بنية قيام رمضان، أو بنيّة التراويح، في حين أنّ النية في القيام مطلقة.
  • والتراويح يستحب لها عدد محدد من الركعات، فتصلى عشرين ركعة على وجه الكمال، حيث لا يجمع بالتراويح بين أكثر من ركعتين بسلام واحد. على خلاف القيام يجوز أن يصليه ركعتين، أو أربعًا، أو أكثر.
  • كما يستحسن صلاة القيام في الليل في البيت، على خلاف التراويح فالأفضل الصلاة في جماعة في المسجد.

اقرأ أيضًا: الساعة كم صلاة القيام في رمضان.

عدد ركعات صلاة التراويح مع القيام

أوضحت دار الإفتاء أنّه وردت في عدّة أحاديث أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاها ثماني ركعات. وصلاّها عشرًا، واثنتي عشرة ركعة، وفقًا للأحوال التي كان عليها. هذا يعني أنّ صلاة التراويح قد يجوز صلاتها ركعتين والوتر بواحدة، أو صلاتها أربع ركعات والوتر بواحدة. أو حتّى عشرين ركعة مع الوتر بواحدة. بالتّالي ينبغي على المسلم أن يصليها ركعتين ركعتين مع السلام من كل ركعتين، ثمّ يوتر في النّهاية. في حين أنّ صلاة قيام الليل، يجوز صلاتها بأي عدد من الرّكعات، وذلك بحسب قدرة المسلم وهمّته.

عدد ركعات صلاة التراويح مع القيام
عدد ركعات صلاة التراويح مع القيام

اقرأ أيضًا: موعد صلاة التراويح في السعودية.

حالات جمع صلاة التراويح مع القيام

بعد معرفة حكم جمع صلاة التراويح مع القيام، فإنّ حالات جَمع صلاة التّراويح مع القيِام تنقسم كما يلي:

  • الحالة الأولى: تقسّم الصلاة بين صلاة التراويح وصلاة القيام، ويكون ذلك بوتر واحد في آخر الليل، وهذا ما عليه النّاس في الوقت الحالي.
  • والحالة الثانية: تقسّم الصلاة بين صلاة التراويح وصلاة القيام، ويكون ذلك بوترين، وهذا ما كان عليه الناس في الحرمين سابقًا، ثمّ تمّ إلغاء هذه الحالة، وأصبح بوتر واحد.
  • كذلك الحالة الثالثة: على المسلم أن يوتر بعد إنهائه لصلاة التراويح، ثمّ يتنفّل آخر الليل كما يشاء من غير وتر.
  • أيضًا الحالة الرابعة: يتم وصل صلاة التراويح مع القيام في آخر الليل، ويليهما الوتر ولا يعلم أن أحدًا يقوم بهذه الحالة.
  • بالإضافة إلى ذلك، الحالة الخامسة: يتم وصل صلاة التراويح مع القيام في أول الليل، يليهما الوتر، وهذه الحالة بدأت بالظّهور حديثًا.

 

إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا، الذي تعرّفنا من خلاله على حكْم جمع صلاة التراويح مع القيام، وفضل جمع صلاة التّراويح مع القيَام. كذلك عدد ركعات صلاة التّراويح مع القيِام، وحالات جَمعهما معًا. حيث أنّ كل منهما سببٍ لغفران ما تقدّم من الذنوب.

أسئلة شائعة

  • ما الفرق بين التراويح والتهجد؟

    صلاة التهجد لا تغني عن التراويح، فصلاة التراويح هي الصلاة المخصوصة بليل رمضان، وصلاة التهجد تصلي في كل وقت في رمضان أو في غير رمضان، وتكون بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا.

  • هل صلاة قيام الليل هي نفسها صلاة التهجد؟

    التهجد وقيام الليل اسمان لمعنى واحد وهو: صلاة النافلة في الليل بعد غروب الشمس وقبل طلوع الفجر. لكن التهجد يكون بعد الاستيقاظ من النوم، وقيام الليل يكون قبل النوم وبعده، فكل تهجّد قيام ليل وليس العكس، وليس للقيام والتهجد وتر خاص، بل الوتر بعد العشاء هو نفسه وتر القيام، لكن يسن تأخيره إلى ما بعد القيام.